ماالذي تحقق من أهداف ثورة يناير ؟
لم يتحقق أي من أهداف يناير حتي الأن إلا الأهداف الجزئيه مثل كسر حاجز الخوف عند المواطن المصري ومشاركته في العمليه السياسية حتي وإن كانت الغالبية المشاركة تشارك بدون وعي نتيجة توجيه الإعلام الخاطئ والذي يقوم بالتخديم علي الأنظمة المتتالية منذ الحادي عشر من فبراير حتي الأن .
أما الأهداف الكاملة التي لم تتحقق حتي الأن هي محاكمة مبارك ورموز نظامه بتهم إفساد الحياة السياسية وقتل المصريين بالسرطانات والفشل الكلوي وقتلهم حرقاً في القطارات وغرقي في العبارات وقتلهم أيضاً نتيجة التعذيب في السجون ناهيك عن اتباع سياسات ممنهجة لإفساد المؤسسات الأساسية في المجتمع مثل مجلسي الشعب والشوري والمؤسسات الصحفية والإعلامية وأجهزة الأمن والمؤسسة القضائية وقيادات الجيش والنقابات العمالية والمهنية ، وايضاً استمرار سياسات الإفقار للطبقات محدودة الدخل، خاصة الموظفين (حوالي 5.5 مليون مصري) والعمال وغيرهم مما دفع الجميع إلي تعاطي الإكراميات وهي النظير القانوني لمفهوم الرشوة ، وأيضاً إفساد أجهزة الرقابة سواء كانت رقابة شعبية (مثل الصحافة) عبر توريط قيادتها وكوادرها الوسيطة في ممارسات فساد، أو أجهزة الرقابة الرسمية (مثل الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة ومباحث أمن الدولة وغيرها) عبر صلات القرابة ونظم اختيار قياداتها وأعضائها العاملين من خلال الوساطة والمحسوبية ، وأيضاً صياغة القوانين والقرارات الإدارية بحيث تفتح ثغرة واسعة للفساد ، و التحايل القانوني عبر ما يسمي الصناديق الخاصة والوحدات ذات الطابع الخاص خارج نطاق الميزانية الحكومية الرسمية، وقد وصل عدد تلك الصناديق والوحدات إلي 8900 صندوق ووحدة عام 2008 وهذه تفرض رسوماً علي المواطنين وتوزيع مكافآت علي العاملين فيها وعلي كبار المسئولين بما شكل شبكة واسعة من الفساد والإفساد إلخ إلخ إلخ فلو سردنا جرائم هذا النظام لم ننتهي منها الأن وسوف نحتاج لأكثر من عشرة أعداد لسردها وقد تكون هذه الجرائم كفيلة لوضع كل رموز هذا النظام علي حبل المشنقة في ميدان التحرير .
ولم تتحقق أيضاً الأهداف التي رفعتها ثورة يناير شعاراً لها “عيش – حرية – عدالة إجتماعية – كرامة إنسانية” فما زال المواطن المصري يموت من الجوع والعطش ويموت من الإهمال الطبي في المستشفيات ولا يستطيع الحصول علي أبسط حقوقه الإنسانيه
ماهو الدور الذي لعبه المجلس العسكري بدءاً من تنحي مبارك ثم تسليم السلطة لمرسي وبعد عزله ؟
في تقديري وتقدير الكثيرين من أبناء جيل الثورة أن المجلس العسكري هو جزء أصيل من نظام مبارك وفي الحادي عشر من فبراير لم يقبل شباب الثوره بحكم المجلس العسكري كفترة إنتقالية ولكن نتيجة لعدم الخبرة ونتيجة تدخل النخب السياسيه من الحركات الإسلامية والقوي المدنيه كانت لها الصوت الأقوي لأن الإعلام كان يسلط ضوئه عليهم ولم يسلط ضوئه علي الشباب وأرائهم التي إعتبرها البعض منهم أنها أراء متهوره من الممكن أن تهدم الوطن .
ودور المجلس العسكري كما توقع الشباب هو حماية نظام مبارك وعدم محاكمته بالتهم التي خرجت الثورة من أجلها وبالفعل حدث ذلك إبتداء من إستفتاء مارس الذي استغل فيه المجلس الإسلاميين للترويج لتعديلاته والتي كانت بداية الفصل لتقسيم القوي الثورية المدنية منها والإسلامية ثم دوره الواضح في كشف العذرية لفتيات الثورة لإرهاب غيرهم وتكميم الأفواه وأيضاً قتلهم للمتظاهرين في شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وقتل المشجعين الكرويين في بورسعيد ايضاً في عهدهم وسماحهم لـ أحمد شفيق بخوض الإنتخابات الرئاسية وبناءً عليه تم وضع شباب الثورة بين خيارين أحلاهما مر وبناءً عليه وصلت جماعة الإخوان للسلطة متمثلة في “مرسي” واستمر المجلس العسكري في اللعب من تحت الترابيزه حتي عاد إلي المشهد مرةً أخري بعدما سقط مرسي وجماعته ومازال المجلس يلعب حتي الأن لتأمين نظام مبارك ليصبح هذا النظام الأن ضحيه وشباب الثورة عملاء وبائعون للأوطان .
رأيك في إنتهاكات الشرطة وممارساتها ؟
ليس غريباً علي الشرطة أن تعود لهذه الإنتهاكات مرةً أخري فمن الطبيعي أن تعود لتفرض سيطرتها علي الشارع بإرهاب المواطنين مادامت لم تجد رادع ولم تجد من يحاسبها علي جرائمها التي إرتكبتها في عهد مبارك فعادت لتستكمل مسيرة الإزلال والإرهاب لحماية أي دكتاتور جديد .
رأيك في الدستور وقانون التظاهر وترشيح السيسي ؟
قاطعت الدستور ولو كان من أعظم دساتير الدنيا كنت سأقاطعه أيضاً لأنه دستور جاء علي دماء المصريين ، أما عن قانون التظاهر فأنا لست رجل قانون حتي أقوم بدراسته ولكني أري نظاماً جاء بالتظاهر لينظم حق التظاهر وما زالت يداه ملوثة بالدماء ، أما عن ترشيح السيسي فأنا لست مع تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة لأن مهمة الرجل العسكري الدفاع عني وحماية الوطن من أي عدوان عسركي عليه أو أي أوبئة أو كارثة طبيعية وعندما ندخله في العملية السياسية نضعفه ونرهقه ونسقط من شأنه ، كما أنني ضد تداخل الدين في السياسة لأن دخول رجل الدين في السياسه يضعف من شأنه وهيبته بين العامه بعدما يصبح له مؤيدين ومعارضين والدين أرقي من إستغلاله في السياسه .
رأيك في عودة رموز مبارك ؟
كما أكدت في البداية أن المجلس العسكري كانت مهمته الأساسية هي حماية مبارك ورجاله وعودتهم للمشهد طبيعيه فهم كانوا في أجازة طويله يعيدون فيها رشاقتهم وينظمون فيها أوراقهم .
رأيك في إعلان حمدين ترشحه بإعتباره ممثلاً للدولة المدنية ورمزاً ثورياً ؟
رغم عدم ناصريتي إلا أنني كنت من أشد المؤيدين لـ حمدين صباحي قبل الثورة وبعدها وكان بالنسبة إلي رمزاً ثورياً وقد رأيته يهاجم مبارك بشراسة وكنت شاهد علي سحله في الشارع وهو يقف ضد أمريكا أثناء حربها علي العراق وكان له النصيب في صوتي في الإنتخابات الرئاسية عام 2012 وكنت أحد مناصريه ضد حكم الإخوان ولكن تحول موقفي منه للنقيض بعد مواقفه الأخيره إبتداءً من صمته علي قتل المتظاهرين سواء إتفقنا معهم أو إختلفنا وحتي الأن لم يحرك ساكناً وأنا أعرف تماماً أنه شخصية وطنية ولا أستطيع أن أشكك فيه وأتهمه بالخيانة ولكن للأسف الصمت علي القتل هو من أعظم درجات الخيانة للثورة والوطن .
من المسئول عن تأخر القصاص للشهداء ورأيك في لجان تقصي الحقائق ؟
تأخر القصاص لأن دمائهم تفرقت بين القبائل وأنا لي رأي خاص في هذا الموضوع هو أن قصاصنا للشهداء لن يتم إلا بوصول الثورة للحكم فكل من نزل إلي الشارع في يناير كان يعرف جيداً أنه لن يعود إلي بيته وكان هدفه العيش والحرية والعدالة الإجتماعيه وهذه الأهداف لن تتم الا بوصول الثورة للحكم كهدف أساسي لاحياد عنه ولا انحياز لغيره .
في رأيك ماهي أسباب عزوف الشباب عن المشاركة في الإستفتاء ؟
بكل بساطه لأن هؤلاء الشباب شاهدوا أبناء جيلهم يقتلون أمام أعينهم بحجة محاربة الإرهاب ، وشاهدوا حجم المؤامرة التي أبقت علي نظام مبارك بكل قوته وجبروته حتي الأن .
توقعاتك لمظاهرات السبت وطبيعة مشاركتكم ؟ ومطالبكم ؟
إذا مر اليوم بدون تدخلات من الدوله فسوف تكون موجة ثورية رابعه تطيح بكل من له علاقة بـ مبارك ونظامه أما إذا تدخلت الدوله بالقوه واستخدمت مايسمونهم المواطنين الشرفاء ستكون هناك عدة سيناريوهات أخطرهم الحرب الأهلية وهذا مالم أتمناه ولن أشارك فيه .
أما عن طبيعة مشاركتي سأشارك كأي مصري مشارك لتحقيق أهداف الثورة .
والثورة ليست لها مطالب ولكن لها أهداف لن نتوقف ولن يهدأ لنا بال حتي تتحقق كل أهدافها
طرف ثالث 